منتدى المصارعة الحرة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى المصارعة الحرة

يشرفنا التسجيل في هذا منتدى المصارعة الحرة


    شهر رمضان و الصوم

    محمد نزيه الشلول - U T
    محمد نزيه الشلول - U T


    المساهمات : 89
    تاريخ التسجيل : 30/10/2010
    العمر : 27
    الموقع : wwewrestling.yoo7.com

    شهر رمضان و الصوم Empty شهر رمضان و الصوم

    مُساهمة  محمد نزيه الشلول - U T الخميس نوفمبر 25, 2010 5:47 am

    شهر رمضان والصوم
    في القرآن الكريم, يأتي تعريف شهر رمضان بأنه الذي أنزل فيه القرآن.. وليس بأنه "شهر الصيام".. بل إن السبب في اختيار هذا الشهر ـ وهو ليس من الأشهر الحرم ـ ليكون ميقاتا لهذا الركن من أركان الإسلام ـ فريضة الصيام ـ هو نزول القرآن الكريم فيه.. فكأنه الاحتفال الديني ـ الجماعي ـ باللحظة التي نزل فيها الروح الأمين ـ جبريل عليه السلام ـ على قلب نبي الإسلام ورسوله, صلى الله عليه وسلم, ببواكير الوحي والتنزيل اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم. الذي علم بالقلم. علم الإنسان مالم يعلم.
    يحرص المسؤولون في الدول المتحضرة عادة إلى عقد دورات تدريبية لجماعات كثيرة من المواطنين الذين يعنون بالقيام بمتطلبات المجتمع الذي يعيشون فيه من زراعة وصناعة وتربية وتعليم وحفظ أمن وغيرها ، حيث أن التنبه لعقد مثل هذه الدورات من معطيات الحضارة الحديثة والشريعة الإسلامية جاءت بمنهج كامل للحياة ، وبنظام تام متكامل لكل متطلباتها ، وأوضحت معالم هذا الطريق وذلك الاتجاه قبل مئات السنين مما يزعمون ، فهذا شهر رمضان الذي فرض الله صيامه على المسلين المكلفين في كل عام لمصلحة الصائمين أنفسهم ، لأن الله هو الغني المطلق عن أي شيء وعن كل شيء سبحانه وتعالى ، وما شهر رمضان في حقيقته إلا دورة تدريبية للمؤمن ، لكن ليست على فن التدريس مثلاً لأنه ليس خاصاً بالمدرسين ، ولا على فنون القتال أيضاً لأنه ليس خاصا بالجنود وأفراد القوات المسلحة ، ولا على أساليب التجارة والصناعة والزراعة كذلك ، لأنه ليس خاصاً بالتجار والصناع والزراع.
    إنه دورة تدريبية على متطلبات الحياة الضرورية عموماً ، وهو دورة تدريبية للإنسان بموجب صفته الإنسانية على ما تتطلبه وتحتاجه هذه الصنعة من أعمال وعلوم .. ومتطلبات كثيرة.
    لقد أقام الله هذه الدورة ونظم لها من البرامج ما يجعلها تستوفي كل حاجات الإنسان في الحياة لا تنقص فيها واحدة ، وبأيسر الطرق وأقلها تكلفة ما جعلها مفتوحة أمام جميع الناس غنيهم وفقيرهم ، نسيبهم وحقيرهم على حد سواء.
    ففي الصوم تدريب على الصبر .. وما أحوج الإنسان إلى الصبر في هذه الحياة ، من صبر على تأمين الرزق ، وصبر على تحمل الأذى وتحمل الصدمات الحياتية ومصائبها دون أن تخور الهمة أو تثني العزيمة .. وأي شيء غير الصوم يصلح مدرباً على الصبر حيث مشاق الحياة وهمومها ومعضلاتها ، فإن صبر الإنسان على ترك طعامه وشرابه طيلة يوم وقد يمتد أحياناً إلى خمس عشرة ساعة والطعام بين يديه ، ونظره يقع عليه .. عندها يكون على صبر أذى الجار عند قدرته عليه أصبر ، وعلى تحمل أذى الصديق أكثر صبراً لأن شهوة البطن من أشد الشهوات الإنسانية قوة وعناداً إذا ما استثيرت أو هيجت.
    وفي الصوم تدريب على اتباع النظام .. حيث أن المسلم يقوم به في لحظة معينة لا يجوز تأخيره عنها كما أن عليه أن يفطر في لحظة معينة أيضاً ، ولا يجوز تأخيره دفعاً للمشقة الزائدة عن نفسه على وجه الأفضلية ، فما أحوجنا إلى هذا النظام في حياتنا تنظيماً لمواعيدنا وفي دراستنا ورياضة جسمنا ، فحين يصوم المؤمن حقاً ويفهم معنى هذا الصوم .. عندها يكون على الالتزام بالمواعيد والصدق أقدر دون شك.
    وفي الصوم أيضاً تهذيب للضمير وتربية للعواطف الإنسانية النبيلة وترويض لمكارم الأخلاق وتصفية للنفوس ، وتجميد للميول ، فبالصوم تضعف الحيوانية في الإنسان وتتألق الإنسانية حيث يرجع - في هذا الشهر الكريم – من الانحراف عن الطريق السوي إلى بارئهم ، ويتوبون توبة نابعة من ضمير ربّاه الصوم ، وإحساس أرهفه الجوع في سبيل الله ، فكم من مرتكب للصغيرة والكبيرة تركها في رمضان بفضل تربية الصوم ومراميه.

    الصوم ضرورة حيوية:
    لم يعد هناك أي شك لدى الباحثين المنصفين من أن الصوم هو ضرورة من ضرورات الحياة. وقد أثبتت الحقائق التاريخية والدينية والعلمية هذه المقولة. لقد عرف الإنسان الصوم ومارسه منذ فجر البشرية. وأقدم الوثائق التاريخية ما نقش في معابد الفراعنة وما كتب في أوراق البردي من أن المصريين القدماء مارسوا الصوم وخاصة أيام الفتن حسب ما تمليه شعائرهم الدينية. وللهنود والبراهمة والبوذيين تقاليدهم الخاصة في الصوم حددتها كتبهم المقدسة ?
    و لعل أبوقراط _ القرن الخامس قبل الميلاد _ أول من قام بتدوين طرق الصيام وأهميته العلاجية. وفي عهد البطالسة كان أطباء الإسكندرية ينصحون مرضاهم بالصوم تعجيلاً للشفاء. كما أن كافة الأديان السماوية قد فرضت الصيام على أتباعها ? كما يتبين لنا من النص القرآني فيقوله تعالى:
    { يا أيها الذين أمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم } [ سورة البقرة: الآية 183 ].
    و الحقيقة أن الإنسان لا يصوم بمفرده، فقد تبين لعلماء الطبيعة أن جميع المخلوقات الحية تمر بفترة صوم اختياري مهما توفر الغذاء من حولها، فالحيوانات تصوم وتحجز نفسها أياماً وربما شهوراً متوالية في جحورها تمتنع فيها عن الحركة والطعام، والطيور والأسماك والحشرات كلها تصوم وقد لاحظ العلماء أن هذه المخلوقات تخرج من فترة صيامها هذه وهي أكثر نشاطاً وحيوية. كما أن معظمها يزداد نمواً وصحة بعد فترة الصوم هذه

    كما أن العلوم الطبية العصرية أثبتت أن الصوم وقاية وشفاء لكثير من أخطر أمراض العصر

    فمع قلة كمية الطعام الوارد إلى الأمعاء، يل ضغط البطن على الصدر، فينتظم التنفس ويعمل بصورة أكثر راحةً وانسجاماً، إذ تتمدد الرئتان دون عوائق، ويقل العبء الملقى على القلب فتقل ضرباته لعدم الحاجة إلى بذل ذلك الجهد الكبير لدفع الدم إلى الجهاز الهضمي للعمل على هضم تلك الكميات الهائلة من الطعام. كما أن قلة نواتج التمثيل الغذائي وفضلاته تسمح بفترة راحة لجهاز الإفراغ _ الكلي _ تجدد بها نشاطها وتجبر ضعفها،

    وقال رسول الله(ص): «فإنما الأعمال بالنيات ولكل مرئ ما نوى»، «وإن الله يحشر الناس على نياتهم يوم القيامة».
    من هنا لا بدّ أن نصوم صوماً جسدياً، وإن نصوم صوماً أخلاقياً وصوماً فكرياً روحياً شعورياً فإن الله يريدنا أن نصوم عن محبّة أعداء الله، وأن نصوم عن بغض أولياء الله، أن لا نحبّ إلا الطيبين المؤمنين الذين ينفتحون على الله في حياتهم، وأن لا نبغض إلا أعداء الله في كل ما يخططون له ويعملون له، أن لا نوالي إلا المؤمنين، ولا نعادي إلا الكافرين المستكبرين، ذلك هو صوم المشاعر كما هو صوم العقل والجسد وما يتعلق بذلك. السيد محمد حسين فضل الله




      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 2:51 am